domingo, 6 de octubre de 2013

أ حـــــــن الى رائحة الزمن الماضي



أحــــــــن

أحن الى خبز أمي وقهـوة امي ولمسة امي …
نعم , واحن كذلك الى :
رائحة خبز الخبازة الممزوج برائحة الدخان المتصاعد من فوهة ´´اعريش´´ المطبخ التكاضي التقليدي من تلك المنازل المتاوضعة تواضع اهلها , وانا انظر الى مجمر الفاخر فوق احدى ´´در وج´´ مصعد´´ المسرية´´ ذات النوافذ الصغيرة التي يخترقها ضوء القمر لـيطغى ويغطي على نور الشمعة الدامعة
احن الى رائحة تربة بلدتي المبللة باوائل قطرات المطر لتغسل ارضية ازقتها المغبرة ووالتي نفترشها في جلسات السهر والسمر في الليالي الصيفية التكاضية تحت نجوم الليل وضوء القمر ...
أحن الى هيبة ووقار و توقير كل من فقيهي واللوحة الخشبية والصنصار والسمخ وكذلك معلمي ورائحة طباشير السبورة ومداد المحبرة ودفتر الفهد وتلاوة أحمد بوكماخ ...
أحن الى ناس بلدتي ذوي القلوب الرحيمة والصدور الرحبة تنيرها الالفة والمحبة والحياء والاحترام والحشمة... بين الكبير والصغير ... بين الجار وجاره , والزيارات المتبادلة بدون ميعاد مسبق , و بأحسن استقبال وترحيب بما لذ وطاب من سمن بلدي وزبدة ولبن ذو نكهة أعشاب الربيع الاخضر ...
احن الى رائحة جدران بلدتي بطينها و جيرها ورائحة الند والعود لقماري تفوح من حجراتها ورائحة الحبق والغنباز المنبعثة من احواض ´´مراحها´´ حيث فرشت حصيرة من السمار وفوقها سينية الشاي ببرادها وكيسانه و حزمة نعناع بجانب قالب سكرالنخلة وزنبيلة أتاي سبيسيال ....
أحن الى بساتين تكاض , ورائحة التين والرمان , وابلووح وبوسموم اكناري وهو يزهر ... وأعشاب وربيع الحقول , و زرع وتبن
بيادير الصيف   
...
احن الى رؤية ذلك الراعي مزمرا على الناي وراء رائحة قطعان الاغنام العائدة عشية كل يوم من الغابة مراعيها المخضرة....
أحن الى حفلات واحنفالات المناسبات العائلية ورقص أهياض والمجموعات الا مازيغية والهوارية و فرقة أيت لمزار للغناء والفكاهة ب سكيتشاتها المرحة...
و جلسات العائلة الليلية امام جهاز تلفاز بالابيض والاسود مشغل بواسطة بطارية لمشاهدة سهرة الاسبوع والمسلسلات المصرية والمسرحيات المغربية...
أحن الى ازقة بلدتي بهوائها النقي و بهدوءها وأمنها وأمانها
لتتولد بها صداقة صادقة و صافية أيام الطفولة البريئة ...
احن الى الأعياد الدينية وطقوسها , وموسم سيدي بيبي بحلقاته الفنية و أموال بخيله وخيالته , و فرقة هداوة ب ´´دربوكاتها´´ وموسيقاها الصوفية الروحية ...وبحر سيدي الطوال وشواطئه العذراء...
أحن, ويبقى الحنين بقدر ما تطول الغربة والسنين , ورغم ان ماضينا به ما لا يعجبنا , فانا أحن الى كل شيئ والى كل شبر من أرض بلدتي وماضيها ورائحته ...
وكما قال الشاعر
رب يوم بكيت منه فلما *-* صرت في غيره بكيت عليه .
....
وأحــــــــــــــــــــــــن الى كل من يـــــــحــــــن.

--*--- محمد الراجي---*---