miércoles, 22 de enero de 2014

موسم سيدي بيبي قديما

موسم سيدي بيبي
( مقتطف  من مجلة اسبانية ومترجم الى العربية من طرف الراجي محمد سنة 1991 )
يومان من بعد , وفي طريقي من اكادير الى تزنيت, اجد جمعا غفيرا من الناس  وسيارات وشاحنات وعربات كثيرة  , رغم عدم وجود منازل ولا مساكن ماعدا دكانا صغيرا ومدرسة وضريح أحد الاولياء , فقد وصلنا الى سيدي بيبي ... 
المساحة الدائرة بالسقاية وقبر المرابط  ,يشبه مهرجانا شعبيا كبيرا  لنجد هنا وهناك  بضائع ومستهلكات ومعروضات للبيع وموازين لوزنها , وكل شيئ منظم احسن تنظيم, ومرتب بعضه مع بعض وفي اماكن مختلفة, رغم الاحتكاك بين محلات المغروضات...
هناك مجموعة من الخيالة تِؤِدي العابها بالبنادق والبارود, فتنطلق بخيلها السريعة في اتجاه منصة وخيام من الباش مخصصة للسلطات المحلية والمدعوين الشرفيين…
النادر من الخضر والفواكه  وجدناه محفوظا تحت ظلال شجر الكالبتوس لشدة حرارة شمس غشت... بينماالتجار وأصحاب الخيام , وفي انتظار المشترين , تراهم يستريحون  وهم يرتشفون كؤوس الشاي...

ويتنوع الضجيج و الاصوات المتعالية  والمختلفة , فهناك صوت الحيوانات والموسيقى  والرقص, وصوت الحدادة   والفرجة المسرحية المنتشرة على شكل حلقات دائرية...وهناك راكب دراجة نارية يقدم عروضه الخطيرة في مكان يسمونه حائط الموت...وشاهدنا رجلا قيل لنا بانه من فرقة عيساوة   ,يلبس ثوبا أ حمر  اللون, ذو لحية كثيفة الشعر, وله فقط يد واحدة و بها يروض  ويلاعب الحيات السامة التي يضعها في صندوق خشبي  هو وأصحابه الذين توجد على أجسامهم آثار جروح  كثيرة وكانهم هربوا من طعنات السكاكين الحادة , وهم يطلبون المساعدة والعون بينما الرجل العيساوي يلاعب حية بوسكة التي تخرج لسانها الطويل وكانه لاستيك  فيصيح الرجل  في وجه الحية ويردد كلاما  يقال بانه يؤثر به على الحية  لكي تفقد وحشيتها وتصبح سهلة في يده  , و في نفس الوقت يطلب مساعدة الولي والمرابط  سيدي الهادي بن عيسى مؤسس فرقة عيساوى...
قبر الولي سيدي بيبي يوجد قرب الساقية التي توجد بجانب بئر  يستخرجون منها الماء العذب , وهناك كذلك مسجد له حرمة وحدود خاصة به .. وقبة الولي  مستديرة الشكل ومصبوغة باللون الاخضر والبرتقالي  تجاوبا مع الطراز المعماري  الجهوي 
والمحلي...وهناك نساء ورجال يقبلون كسوة القبر تبركا بها ,  ويعزفون الأدعية  ,ويوزعون الصدقات على المسنين والزحافين المنتشرين في الممر المؤدي للضريح...


وبالباب يجلس مجموعة من الطلبة يقرؤون القرآن ...وهناك كذلك العجزة والمسنون يطلبون المساعدة المادية   , ومنهم من ينام هناك طيلة ايام الزيارات لضريح سيدي بيبي والتي تتابع وبسرعة,  والكل يترك ماتجود به نفسه من الصدقات  ليخزن الكل ويترك لشرف ومصلحة  الضريح ...

وبعد خروجنا من ذلك الضريح وجدنا شابا نصف جسمه الاعلى بدون ثياب , وهو يحمل على كتفه  شجر الصبار ذو الاشواك الحادة   التي   غزت وغرزت في معظم  جسمه وكانه اراد ان يصبح قنفودا
...وهناك من يضع أمامه أعشابا متنوعة ويخلط بعضها ببعض  مع أشياء أخرى , ويضعها في أغلفة صغيرة  مدعيا بأنها تجلب الخير لحاملها وتذهب عنه الشر والعين , وذلك بفضل  بركة الولي سيدي بيبي .
*************