******************
الحرث
والحصاد و النوبة في بلدة تكاض
**********************************************************
**1*** الــنــو بـــة :ســريـــح الــبـــﯖــــــــر
- -رعي البقر --
**********************************************************
**1*** الــنــو بـــة :ســريـــح الــبـــﯖــــــــر
- -رعي البقر --
فـي زمن قد مضى وارتحل, كانت الكثير مـن
منازل قرية تــكاض تتـوفر علـى زريبـة او ´´حوش ´´لايواء بهائم الكسابة والفلاحين , من بقر وغنم وحمير
وحتى من الجمال ,
و كان لابد من الاعتناء بتلك البهائم واطعامها ورعيها حتى يستفيد منها اما في الأعمال الشاقة, مثل الحمير والجمال والبغال , او الاستفادة من لحوم وحليب ولبن وزبدة الغنم والأبقار مثلا .. فبمجرد ما تلد البقرة يستغل الكساب أول حليبها ليستحضر منه ´´اللـبـاء ´´ و يقتسم ثديها مع رضيعها , ومن الحليب يستخرج اللبن والزبدة ومنها ينتج ´´السمن البلدي´´ بنكهته المميزة , والذي كان متوفرا بالبيوت ويحتفظ به في ´´ لــبــوقـــال ´´ أو´´مكيلة ´´ آنية خزفية كبيرة ذات غطاء محكم , ولا يأخذ منها الا عندما تدعو الضرورة الى ذلك , وخاصة للضيوف والأحباب ...
وفعلا في تلك الحقبة من الزمن, كان من الممكن استعمال قولة : ´´ شلل فمك بالسمن والعسل ´´ فكانت النساء يحلبن البقر ويتركون الحليب في اناء ´´الحلاب´´ وكما قال الشاعر:
و كان لابد من الاعتناء بتلك البهائم واطعامها ورعيها حتى يستفيد منها اما في الأعمال الشاقة, مثل الحمير والجمال والبغال , او الاستفادة من لحوم وحليب ولبن وزبدة الغنم والأبقار مثلا .. فبمجرد ما تلد البقرة يستغل الكساب أول حليبها ليستحضر منه ´´اللـبـاء ´´ و يقتسم ثديها مع رضيعها , ومن الحليب يستخرج اللبن والزبدة ومنها ينتج ´´السمن البلدي´´ بنكهته المميزة , والذي كان متوفرا بالبيوت ويحتفظ به في ´´ لــبــوقـــال ´´ أو´´مكيلة ´´ آنية خزفية كبيرة ذات غطاء محكم , ولا يأخذ منها الا عندما تدعو الضرورة الى ذلك , وخاصة للضيوف والأحباب ...
وفعلا في تلك الحقبة من الزمن, كان من الممكن استعمال قولة : ´´ شلل فمك بالسمن والعسل ´´ فكانت النساء يحلبن البقر ويتركون الحليب في اناء ´´الحلاب´´ وكما قال الشاعر:
صاح هل رأيت أو سمعت براع *-*-*رد في الضرع ما قر في
الحلاب؟؟وقد يترك الحليب حتى ´´يروب´´ ليأخذ ذلك
الرايب فيخض
( ينخض) يدويا في قربة من جلد
الماعز أو من الخزف -الطين- تسمى ب ´´ الـشكوة
´´ , للحصول على الزبدة الطبيعية
الخالية من المواد الحافظة والالوان أو الاصباغ , وقد يكون لونها الطبيعي
أصفرا في فصل الربيع , لكون البقرة غالبا ما تأكل الربيع الاخضر , أو
لونا أبيضا في الشتاء نتيجة الأعلاف الجافة ...
ومن الطبيعي ان يتولى الرعي أحد افراد الاسرة , وقليلا ما يستأجرون أحد الاشخاص للقيام بذلك العمل , ولكن كانت هناك عملية تعاون وتناوب مهمة بتكاض لرعي الماشية خاصة الأبقار وتسمى ب ´´النوبة ´´ بحيث كانت كل الأسر تخرج جميع أبقارها الى´´ أسايس ´´ ساحة الدوار الــﯖــاطع أيت عبد الله مثلا , أو الى جانب الآبار العمومية التي كانت موجودة في أغلب دواوير تكاض , كما أشرنا اليه في احدى كتاباتنا ,
وكان من الواجب على كل أسرة تريد المشاركة في النوبة بأن تبعث بأحد أفرادها ليتولى رعي جميع أبقار الدوار طيلة يوم واحد , ثم يتولى تلك المهمة جاره في اليوم الموالي , وذلك عن طريق التناوب لرعي الأبقار بالحقول وبالمراعي الخصبة التي كانت تحيط بالدوار ...
وكان الراعي يأخد معه زاده المتاوضع , والمتكون غالبا من خبز وماء وشاي , لان فترة الرعي تدوم منذ الصباح الى ما بعد الظهر , لترجع جميع الأبقار الى الدوار , لـتجد أصحابها في انتظارها لقيادتها الى ´´جابية ´´ حاسي الدوارالعمومي , لتروي عطشها , ثم الذهاب بها الى مرابطها في ´´ الحوش ´´ , وكثيرا ما كانت الابقار تعرف مرابطها ومنازلها ,فتقصدها مباشرة وبدون حاجة الى اقتيادها اليه , فتنطح الباب الخشبي وتدخل , ولا تقف الا في مرابطها , وقد ينطبق عليها قولة : ´´عز الخيل تعرف مرابطها ´´ ...
- وهنا تجب الاشارة الى الأمن والأمان والاحترام الذي كان يسود في جميع دواوير القرية , فكانت أغلب أبواب المنازل التكاضية تبقى مفتوحة طيلة النهار, وكانت الجارة مثلا تدق مرة واحدة ب ´´خرصة ´´ الباب الحديدية, ولا تنتظر الاذن من جارتها, بل تدخل مباشرة ولا تقف الا بجانب جارتها في الحجرة أو في ´´أعريش´´ وهـو الغرفة المخصصة لايقاذ النار لتهيئة الأكل وهو الـمطـبـخ
او´´ الكوزينة´´ بلغة اليوم ´ العصرية ´ ...
وهكذا كان ينتهي يوم النوبة لرعي البقر بدون مشاكل تذكر, رغم انه في بعض الأحيان هناك ذبابة ´´تيكووك´´ قد تعكر صفوة كل من الراعي والبقر, فهي تصيب البقرة لتفقد مزاجها لفترة من الوقت فـتصبح مشاغبة, وتطلق سيقانها للجري بدون اتجاه مما يصعب التحكم فيها ... ولكن رغم ذلك فان عملية النوبة بين الجيران كانت تمر في أجواء قروية يطبعها الاحترام والحب والألفة , وهذا ما فقدناه اليوم في بلدتنا العزيزة تكاض , ولكن و رغم ذلك تبقى تكاض خالدة في الذاكرة بامجادها وأهلها والذين مازال منهم من يحب قريته ويعمل من أجل ازدهارها وتتطورها و كما قال الشاعر :
ومن الطبيعي ان يتولى الرعي أحد افراد الاسرة , وقليلا ما يستأجرون أحد الاشخاص للقيام بذلك العمل , ولكن كانت هناك عملية تعاون وتناوب مهمة بتكاض لرعي الماشية خاصة الأبقار وتسمى ب ´´النوبة ´´ بحيث كانت كل الأسر تخرج جميع أبقارها الى´´ أسايس ´´ ساحة الدوار الــﯖــاطع أيت عبد الله مثلا , أو الى جانب الآبار العمومية التي كانت موجودة في أغلب دواوير تكاض , كما أشرنا اليه في احدى كتاباتنا ,
وكان من الواجب على كل أسرة تريد المشاركة في النوبة بأن تبعث بأحد أفرادها ليتولى رعي جميع أبقار الدوار طيلة يوم واحد , ثم يتولى تلك المهمة جاره في اليوم الموالي , وذلك عن طريق التناوب لرعي الأبقار بالحقول وبالمراعي الخصبة التي كانت تحيط بالدوار ...
وكان الراعي يأخد معه زاده المتاوضع , والمتكون غالبا من خبز وماء وشاي , لان فترة الرعي تدوم منذ الصباح الى ما بعد الظهر , لترجع جميع الأبقار الى الدوار , لـتجد أصحابها في انتظارها لقيادتها الى ´´جابية ´´ حاسي الدوارالعمومي , لتروي عطشها , ثم الذهاب بها الى مرابطها في ´´ الحوش ´´ , وكثيرا ما كانت الابقار تعرف مرابطها ومنازلها ,فتقصدها مباشرة وبدون حاجة الى اقتيادها اليه , فتنطح الباب الخشبي وتدخل , ولا تقف الا في مرابطها , وقد ينطبق عليها قولة : ´´عز الخيل تعرف مرابطها ´´ ...
- وهنا تجب الاشارة الى الأمن والأمان والاحترام الذي كان يسود في جميع دواوير القرية , فكانت أغلب أبواب المنازل التكاضية تبقى مفتوحة طيلة النهار, وكانت الجارة مثلا تدق مرة واحدة ب ´´خرصة ´´ الباب الحديدية, ولا تنتظر الاذن من جارتها, بل تدخل مباشرة ولا تقف الا بجانب جارتها في الحجرة أو في ´´أعريش´´ وهـو الغرفة المخصصة لايقاذ النار لتهيئة الأكل وهو الـمطـبـخ
او´´ الكوزينة´´ بلغة اليوم ´ العصرية ´ ...
وهكذا كان ينتهي يوم النوبة لرعي البقر بدون مشاكل تذكر, رغم انه في بعض الأحيان هناك ذبابة ´´تيكووك´´ قد تعكر صفوة كل من الراعي والبقر, فهي تصيب البقرة لتفقد مزاجها لفترة من الوقت فـتصبح مشاغبة, وتطلق سيقانها للجري بدون اتجاه مما يصعب التحكم فيها ... ولكن رغم ذلك فان عملية النوبة بين الجيران كانت تمر في أجواء قروية يطبعها الاحترام والحب والألفة , وهذا ما فقدناه اليوم في بلدتنا العزيزة تكاض , ولكن و رغم ذلك تبقى تكاض خالدة في الذاكرة بامجادها وأهلها والذين مازال منهم من يحب قريته ويعمل من أجل ازدهارها وتتطورها و كما قال الشاعر :
قل للذي بصروف الدهرعيًرنا
أما ترى البحر تعلو فوقه جيفٌ
وتستقر بأقصى قعره الدررُ
وفي السماء نجوم لاعداد لها
وليس يُكسف إلا الشمس والقمرُ
أما ترى البحر تعلو فوقه جيفٌ
وتستقر بأقصى قعره الدررُ
وفي السماء نجوم لاعداد لها
وليس يُكسف إلا الشمس والقمرُ
*****
-2-
زرع الأرض وحرثها
وكغيره من ساكني القرى المغربية , كان الانسان التكاضي متعلقا بأرضه وعاشقا لها وتربطه واياها روابط قوية يومية ,من زرع وحرث وحصاد وأعمال أخرى يدوية شاقة , منها يأكل وبها يعيش ويعيل أهله وعشيرته وما ملك من حيوانات وبهائم .
ففي أوائل فصل الشتاء يبدأ المزارع والفلاح بترديد أدعية وأقوال لطلـب الامطار مثل : ´´يا غياث ياموغيث ياربي تجيب الشتاء ومع هطول أمطار الخير, و عندما يتأكد الفلاح التكاضي من أن ´´ الخط شارب ´´ يستعد لبداية فصل فلاحي جديد, فــيعد آلاته التقليدية , و يختار ما كان قد خزنه من حبوب زرع أو قمح لحرث ´´بحيرتو ´´أو فدانه وعمارة أرضه . وأرض آبائه و أجداده .
فيقوم الرجل باكرا ليؤدي صلاة الفجر , ثم يجلس على حصيره المصنوع من السمار أو مفترشا هيضورة فتهيئ له زوجته الحسا ´´لحسوة ´´ او خبز´´ الخبازة´´ وبراد ´´أتاي ´´ شاي أخضر مرفوقا بالزيت البلدية ´´زيت العود ´´أو بسمن أوعسل أو آملو, أو ما .... يملكونه من فطور .
وقبل خروجه الى فدانه , يذهب الى ´´الزريبة´´ أو ´´الحوش´´ والذي هوجزئ من المنزل أو قريب منه مخصص للدواب والبهائم ...و بعد أن يجهز حمارته أوبغلته أو هما معا , واضعا عليهما ´´لحلاس´´ ثم ´´الشواري´´ او ´´المهمل´´ ,لحمل ونقل حبوبه على متن ظهر بهيمته , متحكما في قيادتها بواسطة ´´ اللجام´´ او ب ´´اللغام ´´ ليصل مع ساعات الصباح الاولى الي فدانه , والذي غالبا ما يكون محاطا ب ´´ وت´´ يبين حدود الأرض , أو´´ كركوور´´ وهو عبارة عن سور من الحجارة قصير العلو يحد الأرض و يحميها , بحيث ترصف احجاره البعض فوق الاخر في شكل هندسي منظم ودقيق ---
يخرج الفلاح ألة ´´أماديـر ´´ أو ´´ الـﯖـــادوم ,´´ ليبدأ في ´´التمطير´´ حافرا حفيرات صغيرات متتابعات, ومتباعدات قليلا فيما بينهن وبطريقة مهنية مـمـيـزة , و قد تقوم بها الزوجة أو أحد الاولاد, بينما يتولى هـو عملية الزرع بيده, آخذا حفنة مـن الحبوب مـن´´ الــﯖــفة ´´ المصنوعة من سعف النخيل او من حجر جلبابه او´´ فوقيته ´´ لنثرها على الارض المزمع حرثها بعناية وحرص شديد على أن لا يكثر الحبوب في مكان ,ويقلل منها في مكان اخر, بل تكون متوازية ومتساوية وكأن يده ألة اصطناعية مبرمجة من قبل …
زرع الأرض وحرثها
وكغيره من ساكني القرى المغربية , كان الانسان التكاضي متعلقا بأرضه وعاشقا لها وتربطه واياها روابط قوية يومية ,من زرع وحرث وحصاد وأعمال أخرى يدوية شاقة , منها يأكل وبها يعيش ويعيل أهله وعشيرته وما ملك من حيوانات وبهائم .
ففي أوائل فصل الشتاء يبدأ المزارع والفلاح بترديد أدعية وأقوال لطلـب الامطار مثل : ´´يا غياث ياموغيث ياربي تجيب الشتاء ومع هطول أمطار الخير, و عندما يتأكد الفلاح التكاضي من أن ´´ الخط شارب ´´ يستعد لبداية فصل فلاحي جديد, فــيعد آلاته التقليدية , و يختار ما كان قد خزنه من حبوب زرع أو قمح لحرث ´´بحيرتو ´´أو فدانه وعمارة أرضه . وأرض آبائه و أجداده .
فيقوم الرجل باكرا ليؤدي صلاة الفجر , ثم يجلس على حصيره المصنوع من السمار أو مفترشا هيضورة فتهيئ له زوجته الحسا ´´لحسوة ´´ او خبز´´ الخبازة´´ وبراد ´´أتاي ´´ شاي أخضر مرفوقا بالزيت البلدية ´´زيت العود ´´أو بسمن أوعسل أو آملو, أو ما .... يملكونه من فطور .
وقبل خروجه الى فدانه , يذهب الى ´´الزريبة´´ أو ´´الحوش´´ والذي هوجزئ من المنزل أو قريب منه مخصص للدواب والبهائم ...و بعد أن يجهز حمارته أوبغلته أو هما معا , واضعا عليهما ´´لحلاس´´ ثم ´´الشواري´´ او ´´المهمل´´ ,لحمل ونقل حبوبه على متن ظهر بهيمته , متحكما في قيادتها بواسطة ´´ اللجام´´ او ب ´´اللغام ´´ ليصل مع ساعات الصباح الاولى الي فدانه , والذي غالبا ما يكون محاطا ب ´´ وت´´ يبين حدود الأرض , أو´´ كركوور´´ وهو عبارة عن سور من الحجارة قصير العلو يحد الأرض و يحميها , بحيث ترصف احجاره البعض فوق الاخر في شكل هندسي منظم ودقيق ---
يخرج الفلاح ألة ´´أماديـر ´´ أو ´´ الـﯖـــادوم ,´´ ليبدأ في ´´التمطير´´ حافرا حفيرات صغيرات متتابعات, ومتباعدات قليلا فيما بينهن وبطريقة مهنية مـمـيـزة , و قد تقوم بها الزوجة أو أحد الاولاد, بينما يتولى هـو عملية الزرع بيده, آخذا حفنة مـن الحبوب مـن´´ الــﯖــفة ´´ المصنوعة من سعف النخيل او من حجر جلبابه او´´ فوقيته ´´ لنثرها على الارض المزمع حرثها بعناية وحرص شديد على أن لا يكثر الحبوب في مكان ,ويقلل منها في مكان اخر, بل تكون متوازية ومتساوية وكأن يده ألة اصطناعية مبرمجة من قبل …
وهكذا دواليك حتى تنتهي
عمليتي التمطير والزرع والتي قد تستغرق أياما وذلك حسب حجم الفدان, ليمر بعد ذلك
الى عملية الحرث…
ان لم يكن الجرار´´ تراكتور´´ منعدما في تكاض , فقد كان قليل الاستعمال , بحيث كان الفلاح يعتمد في عملية الحرث على مجهوده و طاقته البدنية, وقوة حيواناته وبهائمه , والتي يضع على ظهرها ´´ التوﯖـاس´´ لجر المحراث التقليديى المصنوع من الخشب به آلة حديدية تقليدية وحيدة تسمى ب´´ السكة´´ , وهي مثلثة الشكل وذات طرف حاد مدبب يشق تربة الأرض فيقلب باطنها على عاقبها, لتبقى الجبوب المزروعة في باطن الارض في انتظار الامطار, لتنبت الحب وتسقي الزرع
…وتجر البهيمة المحراث الذي يمسكه الفلاح بيد غارسا السكة في التربة الطيبة وباليد الأخرى الحبل الذي بواسطته يوجه الدابة لكي تسير بنظام و في خط مستقيم, تاركا وراءه خطوطا ملتصقة وشيئا ما مستقيمة , وسرب من الطيور التي تنقر بعض الحبوب التي بقيت فوق التربة أو بعض الحشرات أو دود الأر ´´ بلعيد افولوس ´´ الذي أخرجته السكة حيا ليطفو فوق التربة …
واذا قلة الامطار تجد المزارع يردد عبارات مثل السبولة عطشانة روسها يا مولانا ولكن مع الايام تجود السماء بمائها والأرض بزرعها وخيراتها , فتخضر الحقول وتسر عين الناظرين , وتبتهج نفس الفلاح المنتظر ل
´´ صابا´´ , فتينع السنابل وتتباها مفتخرة بعلوها وكثرت حبوبها , فيقوم الفلاح اوزوجته بقطف بعضها , و الذهاب بها الى المنزل , حيث يقومون بحكه جيدا باليد في ´´الطبـﯖـ ´´ , حتى ينفصل الحب عن شوائب الزرع و´´ السفا ´´ ثم يعملون على نسفه جيدا , وتوضع الحبوب على النار في ´´الكسكاس´´ حتى تفور, لتنشر في الشمس لتجف و تيبس, ثم تطحن بواسطة ´´الرحى´´ الحجرية التقليدية , مع قليل من الملح , ليستخرج منها دقيق أو دشيشة ´´ ازنبو´´
…
اذا ´´كان العام زين´´ فان فلاحنا التكاضي ينتظر ويستعد لعملية أخرى شاقة ومتعبة ,الا وهي عملية الحصاد … ولكن قبل ذلك, يجب عليه حماية زرعه وغلة أرضه, من الحياونات والطيور, والعصافير خاصة المعروفة ب´´ الجوش ´´ التي تلتقط بمناقيرها حبوب السنابل الـناضجة لملئ حويصلاتها ولكي لا تسبب له خسائر مهمة يقوم بصنع ´´علام الجوش´´ وهي فزاعات لتخويف الطيور في شكل انسان من وأعواد الخشب اوالقصب , و الملابس القديمة الفضفاضة لتحركها الرياح لتخويف الطيور , والتي غالبا ما تستأنس بالفزاعة فتجعلها نقطة هبوطها في الفدان , لتحط فوقها وبكل أمان اطمئنان ,مما يضطر معه الفلاح الى استعمال وسائل أخرى متعددة , مثل ربط ´´سينتا´´ أشرطة الكاسيط في جهات متنوعة من الفدان… كما يقوم يوميا بطرد الطيور بألته اليدوية ´´المقلاع ´´ قد يقذف بها بعض الأحجار , أو يستعملها فقط لاحداث صوت يشبه طلقة نارية تزعج الطيور لتطير في عنان السماء وتولي الأدبار ولو الى حين - وغالبا ما كان الاطفال هم من يرسلون - ولو مجبرين للقيام بتلك المهمة -
وقد قال الأَصمعي عن الفزاعة:
كانوا ينصِبون خَشَباً عليها ثياب سُودٌ تكن علاماتٍ لمن يراها ويعلم أَن ما داخلها حِمىً من الأَرض، وأَصلها أَنها كانت تنصب للطير والبهائم على المزروعات لتظنه إِنساناً ولا تسقط فيه.
---------
-3-
* الــحــصـــاد :
بعد انتهاء عملية الحرث وما يتبعه من المراقبة والمحافظة على الحبوب , تاتي عملية حصاد ´´الغللة ´´ فاذا كان المحصول جيدا, فان بعض التكاضيين يستعملون المنجل للحصاد , ولكن غالبا ما كانوا يحصدون باليد المجردة , ومنهم من يبحث عن الحصادة مقابل اجر يدفعونه لهم , ومنهم من يحصد فدانه مستعينا بعائلته و جيرانه وأقاربه …
ونتيجة للـحب والا لتحام والتعاون بين العائلات والجيران والمعارف ,والذي يتميز به سكان تكاض ,يتولد العمل الجماعي , بحيث كان الناس يتعاونون ويتداولون على حصاد مزارعهم فيما بينهم في عمليات جماعية تسمى ب ´´أدوال ´´ و ´´ التويزة ´´… فكانوا يذهبون جماعة الى فدان احدهم فيحصدونه ثم ينتقلون الى فدان اخر فيحصدونه و عملية أدوال هذه لم تكن فقط في الحصاد بل كانت في مختلف
الاعمال التي تتطلب الكثير من اليد العاملة …
وكانت النساء يتناوبن على الحصاد , سواء في فترة الصباح الباكر قبل ارتفاع حرارة الشمس ويسمونها ب ´´الصبحية ´´ أو في العشية وتسمى ب ´´العشوية´´ ..وكن يحصدن المزروع بكل حيوية وتفان وبهجة واتقان ,مرددين أناشيد وأهازيج و أغاني غالبا ما تكون لها علاقة بعملية الحصاد بصفة خاصة او بالفلاحة بصفة عامة, و من حين لآخر تنطلق حناجيرهن ب ´´الزغاريت ´´ زغرودات رقيقة ومدوية تسمع من بعيد … وقد يسترحن لتناول ´´لفطور´´ صباحا أو´´ العــﯖــبية´´ في العشية , ولكن العمل كان بكل حماس ومرح وجدية طيلة أيام الحصاد …
واذا كان الفلاح يقوم بعملية التمطير لتحديد المنطقة المزروعة والمزمع حرثها , فان عملية الحصاد تحتاج بدورها الى تحديد ´´ الخرجة ´´وهي المنطقة المزمع حصادها في كل يوم بحيث كان الفدان يحصد عن طريق عدة ´´خرجات´´ كان يتكلف بتحديدها أحد الحصادة والذي كان دائما يوجد على يمين الصف ويسمى ´´ الرايس ,´´ ويصطف الى يساره باقي الحصادة جنبا الى جنب الى اخرهم والذي يسمى ب ´´الجديعة´´ …
وهناك شخص يختص بجمع´´الدرعان´´ ومفرده ´´دراع´´ )الشخص الذي يجمعها يلف عليها ذراعيه لنقلها ( ,وهي عبارة عن رزماة او حزيمات من الزرع يتركها وراءهم الحصادة لتجمع بعد ذلك في مكان خاص بطريقة حرفية معينة ,l ومتعددت الاشكال منها ´´الطبسيل´´ و ´´الســد ´´ وغالبا ما تكون ´´ ﯖـتة´´ ... و هذه كلها هي من أشكال جمع الحصيد …لكن السد يستعمل فقط عندما يكون القمح (فارينا ) طويلا , اما طبسيل فيمكن تشكيله سواء من الشعير او القمح , وكذلك الكتة ...
…ولكن هذه ´´الـﯖـتـة´´ يجب تشكيلها بتقنية ومهارة وخبرة , بحيث توضع)
الدرعان ( رزمات الزرع على الأرض في الوسط و تكون ´´السبول´´ )السنابل( الى الاعلى والجذور الى أسفل , ويسمى ب ´´ الــﯖــلب )القلب( ,والذي يحاط بمزيد من الرزماة على شكل دائرة , وتكون السنابل الى الداخل والجذور الى الخارح من أجل المحافضة عليها من البهائم لكي لا تأكلها والطيور لكي لاتنقرها , وحتى من ماء الرطوبة ´´الندى´´ او المطر لكي لا يبلها … في انتظار عملية ´´التنـﯖــال ´´ والتي هي الأخرى كانت تعتمد على اليد و البهائم وخاصة الجمال … وربما تستغرق العملية بضعة أيام و تحتاج الى جمل واحد او أكثر وبعض الأشخاص للمساعدة لنقل الحصيد الى النادر ....
وفي النادر تجمع الغلة في انتطار بداية ´´دراس ´´
-----
ان لم يكن الجرار´´ تراكتور´´ منعدما في تكاض , فقد كان قليل الاستعمال , بحيث كان الفلاح يعتمد في عملية الحرث على مجهوده و طاقته البدنية, وقوة حيواناته وبهائمه , والتي يضع على ظهرها ´´ التوﯖـاس´´ لجر المحراث التقليديى المصنوع من الخشب به آلة حديدية تقليدية وحيدة تسمى ب´´ السكة´´ , وهي مثلثة الشكل وذات طرف حاد مدبب يشق تربة الأرض فيقلب باطنها على عاقبها, لتبقى الجبوب المزروعة في باطن الارض في انتظار الامطار, لتنبت الحب وتسقي الزرع
…وتجر البهيمة المحراث الذي يمسكه الفلاح بيد غارسا السكة في التربة الطيبة وباليد الأخرى الحبل الذي بواسطته يوجه الدابة لكي تسير بنظام و في خط مستقيم, تاركا وراءه خطوطا ملتصقة وشيئا ما مستقيمة , وسرب من الطيور التي تنقر بعض الحبوب التي بقيت فوق التربة أو بعض الحشرات أو دود الأر ´´ بلعيد افولوس ´´ الذي أخرجته السكة حيا ليطفو فوق التربة …
واذا قلة الامطار تجد المزارع يردد عبارات مثل السبولة عطشانة روسها يا مولانا ولكن مع الايام تجود السماء بمائها والأرض بزرعها وخيراتها , فتخضر الحقول وتسر عين الناظرين , وتبتهج نفس الفلاح المنتظر ل
´´ صابا´´ , فتينع السنابل وتتباها مفتخرة بعلوها وكثرت حبوبها , فيقوم الفلاح اوزوجته بقطف بعضها , و الذهاب بها الى المنزل , حيث يقومون بحكه جيدا باليد في ´´الطبـﯖـ ´´ , حتى ينفصل الحب عن شوائب الزرع و´´ السفا ´´ ثم يعملون على نسفه جيدا , وتوضع الحبوب على النار في ´´الكسكاس´´ حتى تفور, لتنشر في الشمس لتجف و تيبس, ثم تطحن بواسطة ´´الرحى´´ الحجرية التقليدية , مع قليل من الملح , ليستخرج منها دقيق أو دشيشة ´´ ازنبو´´
…
اذا ´´كان العام زين´´ فان فلاحنا التكاضي ينتظر ويستعد لعملية أخرى شاقة ومتعبة ,الا وهي عملية الحصاد … ولكن قبل ذلك, يجب عليه حماية زرعه وغلة أرضه, من الحياونات والطيور, والعصافير خاصة المعروفة ب´´ الجوش ´´ التي تلتقط بمناقيرها حبوب السنابل الـناضجة لملئ حويصلاتها ولكي لا تسبب له خسائر مهمة يقوم بصنع ´´علام الجوش´´ وهي فزاعات لتخويف الطيور في شكل انسان من وأعواد الخشب اوالقصب , و الملابس القديمة الفضفاضة لتحركها الرياح لتخويف الطيور , والتي غالبا ما تستأنس بالفزاعة فتجعلها نقطة هبوطها في الفدان , لتحط فوقها وبكل أمان اطمئنان ,مما يضطر معه الفلاح الى استعمال وسائل أخرى متعددة , مثل ربط ´´سينتا´´ أشرطة الكاسيط في جهات متنوعة من الفدان… كما يقوم يوميا بطرد الطيور بألته اليدوية ´´المقلاع ´´ قد يقذف بها بعض الأحجار , أو يستعملها فقط لاحداث صوت يشبه طلقة نارية تزعج الطيور لتطير في عنان السماء وتولي الأدبار ولو الى حين - وغالبا ما كان الاطفال هم من يرسلون - ولو مجبرين للقيام بتلك المهمة -
وقد قال الأَصمعي عن الفزاعة:
كانوا ينصِبون خَشَباً عليها ثياب سُودٌ تكن علاماتٍ لمن يراها ويعلم أَن ما داخلها حِمىً من الأَرض، وأَصلها أَنها كانت تنصب للطير والبهائم على المزروعات لتظنه إِنساناً ولا تسقط فيه.
---------
-3-
* الــحــصـــاد :
بعد انتهاء عملية الحرث وما يتبعه من المراقبة والمحافظة على الحبوب , تاتي عملية حصاد ´´الغللة ´´ فاذا كان المحصول جيدا, فان بعض التكاضيين يستعملون المنجل للحصاد , ولكن غالبا ما كانوا يحصدون باليد المجردة , ومنهم من يبحث عن الحصادة مقابل اجر يدفعونه لهم , ومنهم من يحصد فدانه مستعينا بعائلته و جيرانه وأقاربه …
ونتيجة للـحب والا لتحام والتعاون بين العائلات والجيران والمعارف ,والذي يتميز به سكان تكاض ,يتولد العمل الجماعي , بحيث كان الناس يتعاونون ويتداولون على حصاد مزارعهم فيما بينهم في عمليات جماعية تسمى ب ´´أدوال ´´ و ´´ التويزة ´´… فكانوا يذهبون جماعة الى فدان احدهم فيحصدونه ثم ينتقلون الى فدان اخر فيحصدونه و عملية أدوال هذه لم تكن فقط في الحصاد بل كانت في مختلف
الاعمال التي تتطلب الكثير من اليد العاملة …
وكانت النساء يتناوبن على الحصاد , سواء في فترة الصباح الباكر قبل ارتفاع حرارة الشمس ويسمونها ب ´´الصبحية ´´ أو في العشية وتسمى ب ´´العشوية´´ ..وكن يحصدن المزروع بكل حيوية وتفان وبهجة واتقان ,مرددين أناشيد وأهازيج و أغاني غالبا ما تكون لها علاقة بعملية الحصاد بصفة خاصة او بالفلاحة بصفة عامة, و من حين لآخر تنطلق حناجيرهن ب ´´الزغاريت ´´ زغرودات رقيقة ومدوية تسمع من بعيد … وقد يسترحن لتناول ´´لفطور´´ صباحا أو´´ العــﯖــبية´´ في العشية , ولكن العمل كان بكل حماس ومرح وجدية طيلة أيام الحصاد …
واذا كان الفلاح يقوم بعملية التمطير لتحديد المنطقة المزروعة والمزمع حرثها , فان عملية الحصاد تحتاج بدورها الى تحديد ´´ الخرجة ´´وهي المنطقة المزمع حصادها في كل يوم بحيث كان الفدان يحصد عن طريق عدة ´´خرجات´´ كان يتكلف بتحديدها أحد الحصادة والذي كان دائما يوجد على يمين الصف ويسمى ´´ الرايس ,´´ ويصطف الى يساره باقي الحصادة جنبا الى جنب الى اخرهم والذي يسمى ب ´´الجديعة´´ …
وهناك شخص يختص بجمع´´الدرعان´´ ومفرده ´´دراع´´ )الشخص الذي يجمعها يلف عليها ذراعيه لنقلها ( ,وهي عبارة عن رزماة او حزيمات من الزرع يتركها وراءهم الحصادة لتجمع بعد ذلك في مكان خاص بطريقة حرفية معينة ,l ومتعددت الاشكال منها ´´الطبسيل´´ و ´´الســد ´´ وغالبا ما تكون ´´ ﯖـتة´´ ... و هذه كلها هي من أشكال جمع الحصيد …لكن السد يستعمل فقط عندما يكون القمح (فارينا ) طويلا , اما طبسيل فيمكن تشكيله سواء من الشعير او القمح , وكذلك الكتة ...
…ولكن هذه ´´الـﯖـتـة´´ يجب تشكيلها بتقنية ومهارة وخبرة , بحيث توضع)
الدرعان ( رزمات الزرع على الأرض في الوسط و تكون ´´السبول´´ )السنابل( الى الاعلى والجذور الى أسفل , ويسمى ب ´´ الــﯖــلب )القلب( ,والذي يحاط بمزيد من الرزماة على شكل دائرة , وتكون السنابل الى الداخل والجذور الى الخارح من أجل المحافضة عليها من البهائم لكي لا تأكلها والطيور لكي لاتنقرها , وحتى من ماء الرطوبة ´´الندى´´ او المطر لكي لا يبلها … في انتظار عملية ´´التنـﯖــال ´´ والتي هي الأخرى كانت تعتمد على اليد و البهائم وخاصة الجمال … وربما تستغرق العملية بضعة أيام و تحتاج الى جمل واحد او أكثر وبعض الأشخاص للمساعدة لنقل الحصيد الى النادر ....
وفي النادر تجمع الغلة في انتطار بداية ´´دراس ´´
-----
- 4 -
* الـــد راس:
بعد عملية ´´
التنــﯖـال ´´ , يكون الفلاح قد انتهى من اعمال
الفدان, ليبدأ في اطوار اعمال أخرى لا تقل شقاوة عن سابقاتها, تدور أدوارها هذه
المرة بالبيدر , والذي يطلق عليه بالمصطلح التكاضي اسم : ´´ ´´
´´النادر ´´ هو مفرد جمعه ´´نوادر´´ وهي
بقع أرضية حجرية و صلبة في ملكية العائلات التكاضية الأصيلة ,
ولكل بقعة حدودها المتعارف عليها والمحترمة بين مالكيها , رغم
كون تلك الحدود كانت فقط عبارة عن بعض الأحجار والاعشاب الصغيرة ...
وكان لكل
دوار من دواوير قرية تكاض - الأربعة القديمة - منطقة خاصة
بالنوادر تكون خارج المنازل السكنية ولكن قريبة منها لتقصير المسافة
بين السكن والنادر , مثل منطقة ´´النوادر´´ الموجودة جنوب ´سيدي بورجا
´ بدوار الـﯖـــاطع أيت
عبدالله على سبيل المثال , والتي كانت كلها بيادر في زمن كانت
فيه الأراضي تعطي خيراتها لتجمع وتدرس في فيها , والتي هي الاخرى قد زحف
عليها الاسمنت والحديد والبناء لتصبح اليوم حي من احياء دوار الــﯖـاطع
´´ أودرب من دروبه´´ ...
بعد أن قام صاحب النادر بتنظيفه من الأحجار والأعشاب والنباتات
الزائدة , يقوم بطرح الشعير أو القمح بكثافة في
جانب من جوانب النادر غالبا ما يكون في الجهة الغربية تاركا باقي البقعة للأعمال
الأخرى المقـبلة مـثل ´´ الدراس´´ و ´´ تادريا ´´ ...
وعملية ´´ الدراس´´
هي تكسير وتقطيع الشعير او القمح الى قطع صغيرة , وفصل الحبوب عن السنابل للحصول
على الحبوب والتبن... ومن اجل ذلك يستعين الفلاح ببهائمه و بهائم غيره من الجيران
والاقارب , لتشكيل مجموعة من البهائم خاصة من حمير وبغال
تسمى ب ´´ الروا ´´
وكل بهيمة
يوضع رأسها في دائرة حبل يسمى ب ´´ الربــﯖ ´´ وهو من صنع يدوي محلي , قد يصنعه الفلاح
بنفسه, وبه عدة دوائر تلف حول رأس البهيمة بدون أن تؤدي
الى خنقها اواصابتها بضرر , ولكن في نفس الوقت لا يخرج او ينفلت رأسها
من دائرة الحبل بسهولة ,,, كما توضع ´´كمامة ´´على فم كل بهيمة لمنعها
من أكل ما ننوي درسه ...
ومجموعة البهائم هاته تسمى ب´´
الروا´´ وتكون مربوطة الى عمود خشبي قوي يكون منصوبا في وسط
الدرسة او الــﯖــاعة كما تسمى في مناطق مغربية أخرى,
و تكون درسة على شكل دائري تقوم البهائم بالدوران عليه لتكسير
الزرع ليصبح حبا وتبنابينما يردد حارسها اهازيج مثل ´´آهياهوو ربي وحدهو´´.. .
وقد يقوم بعملية الدراس وتتبع البهائم
أي فرد من أفراد العائلة وخاصة الاطفال او النساء بينما يتكلف الرجال بتقليب
الدرسة بواسطة ألة ´´المدرة الكبيرة ´´ وهي
أداة معدنية تشبه شوكة الاكل الحالية او أخرى خشبية تسمى ب´´ أسراتو ´´ ...
وكان من الواجب على
المكلف باتباع البهائم ان يكون في يديه كل من عصى, قد تكون رقيقة
´´مشحاط´´ لضرب البهيمة وتخويفها لتقوم بعملها ... وكذلك يجب ان يكون
لديه ايناء قديم مقعر لوضعه عند الضرورة تحت ذيل البهيمة
لالتقاط روث و بول البهيمة قبل أن يقع في الدرسة ويختلط بالحبوب والتبن , ثم
يلقى به في مكان مخصص لذلك في احدى جوانب النادر...
و اذا كانت
البهاائم تربط واحدا بجانب الآخر , فغالبا ما يعمد الفلاح الى ربط اضعفها
وأقلها قوة , والمسمى ب ´´بوﯖــجدي ´´ الى جانب
العمود المركز وسط الدرسة , وفي آ خر ها يكون الأقوى , والذي تكون
دوراته أطول واسرع ...
وكجميع الاعمال السابقة , كان الاطفال
يساعدون أباءهم أوأجدادهم ولكن على مضض, ويتهربون منها ,
فلا احد كان يحب تلك الأعمال ... وكانوا يركبون على حمير الروا
خلال عملية الدراس ولكن فقط خلسة وعندما يكون كبيرهم غائبا لبعض الوقت , وان
اكتشف أمرهم فهم معرضون للتوبيخ وربا لأكل العصى ويشحط بنفس ´´ المشحاط´´ المستعمل
للبهائم ...
وهكذا تستمر عملية
الدراس والروا والتــﯖــلاب ,
لايام قد تطول او تقصر حسب المحصول وقوة العمل, الى ان تصل الدرسة الى
مرحلة ´´ الطياب ´´ فاذا ´´طابت ´´ الدرسة أي أصبحت لينة و بدت
جلية وواضحةالحبوب من التبن , فتجمع في مكان اخر من النادر , و يقوم
الفلاح بطرح درسة أخرى جديدة الى أن تنتهي عملية درس جميع المحصول
وطرحه جانبا في انتظار عملية أخرى من عمليات
النادر والتي تسمى ب´´ تادريا
´´ ....
-------------
---* 5 *---
* تـــا دريــــا وخزن الحبوب والتبن :
´´ في موسم الدراس تكون النوادر / البيادر تعج بالناس رجالا ونساءا وكل واحد منهم منهمكا في عمله والاطفال اما يساعدون كبارهم اوتراهم يمرحون ويلعبون بنهم وبالعابهم اليدوية التقليدية
تادريا´´ هي عملية فرز الحبوب عن التبن وفصلهما عن بعضهما بواسطة ألة حديدية تسمى ب ´´المدرة´´ ذات حجم صغير وعصى شيئا ما طويلة للامساك بها باليد ورفع المحصول في الهواء ,وتعريضه لريح غربية خفيفة , تدفع بالتبن بعيدا شيئا ما جهة الشرق لخفته , بينما تقع الحبوب تقريبا في مكانها وذلك لثقل وزنها…
عملية تادريا تزاول خاصة بعد الزوال في العشية , وتحتاج لأحوال جوية مناسبة وملائمة , تتميز بهواء معتدل :لا قويا يدفع التبن بعيدا , ولا ضعيفا لا يحرك التبن الخفيف عن الحبوب الثقيلة … واذا كانت عكس تلك الرياح فان عملية تادريا تؤجل الى اليوم الأخر …
و كذلك في هذه العملية ,وكغيرها , كان رجال تكاض يتعاونون فيما بينهم في القيام بها جماعة , وقد كان هناك رجال يتميزون بمهارة وتقنية عالية في عملية تادريا , بحيث يقومون بادخال المدرة في كومة الحب والتبن ورفعهم الىأعلى وذلك بخفة وحركات متوالية ومتتالية سريعة , وهم يتجادبون أطراف الحديث حول امور الحياة أويتبادلون النكت والطرائف وغيرها…
وبما ان التبن كان يقع في الجهة الشرقية ,والحبوب تقريبا في مكانها في الجهة الغربية , كان من الضروري تنظيف الحبوب من الزوائد والشوائب من حجرات صغيرة وبقايا الأعشاب والخنافيس وغيرها, وذلك باستعمال مكنسة قد تكون من نباتات شوكية ´´ زربة , ´´ وتسمى العملية ب ´´ضرب أسمام ´´ والتي كان يقوم بها خاصة الاطفال والشباب الذين لم يتمكنوا بعد من تعلم تادريا …ومن الأقوال المتداولة في تكاض يقال : ´´حط المدرة ويالاه تفطر´´ ... أو ´´وهداك راه غير يـداري ´´ و يقال لمن يكثر الكلام وخاصة اذا كان كاذبا ....
وهكذا د واليك تستمر العملية الى ان نحصل على الحبوب منفصلة عن التبن , فيقوم صاحب المحصول بجمع حبوبه ووضعها في ´´ خناشي القنب ´´ وهي أكياس مخصصة لذلك , بعد ان يقوم بعدها واحدة تلو الاخرى من اجل معرفة الكمية المحصول عليها لاخراج ´´العشور´´ اي الزكاة لاعطائها للفقراء والمساكين من أبناء القرية … بينما كان الأطفال فرادا وجماعات , ينتقلون من بيدر الى أخر للحصول على قدر قليل من الحبوب شعيرا كان أم قمحا , يطلق عليه اسم ´´تيميلوت´´ يضعونها في اكياسهم ,وقليل منهم من كان يذهب بها الى منزله , والغالبية يتجهون بها نحو ´´الحوانت´´ دكاكين القرية لبيعها مقابل بعض السنتيمات يفرحون بها …
تجمع اكياس الخيش المملوئة بالحبوب وتخيط بابرة حديدية تسمى ب´´ المخيط´´ لتحمل على ظهر الدواب من حمير وبغال , لنقلها الى بيت خزنها بالمنزل .
واذا كانت كثيرة فقد يشتري الفلاح مبيدا ضد الحشرات يرش به الحبوب لكي تدوم مدة اطول دون ان تنال منها بعض الحشرات و مثل ´´الكو وز و سفاف دكــيـك ´´
وقد تقوم النساء بغربلة تربة النادر ´´ الـﯖــــاعة ´´ بغربال قد يكون كبيرا او يدويا صغيرا, وذلك لجمع ما قد اختلط مع تربة البيدر وعدم ترك´´ نعمة الله ´´ للضياع….
تجب الاشارة الى ان عمليات الدراس وتادريا وجمع المحصول, قد تدوم اياما او اسابيع ,وقد يكون الفلاح التكاضي مرغما على المبيت بالنادر لحماية غلته, فينام اما في الدرسة أو في كوخ صغير من القصب والاعواد والاعشاب كان يوجد في اغلب البيادر و لبحاير والفدادين , ويسمى ب´´ النوالة´´ ويعد المكان الذي يمكن الجلوس فيه اثناء فترات الاستراحة, وفيه كذلك يحتفض بأواني الشاي والأكل و ﯖـــلة الماء وغرافها المطليان بالقطران …
وبما أن التبن كان يحتفـظ به لمدة طويلة لتأكل منه البهائم , وخاصة في فصل الشتاء , فكان من الواجب نقله الى غرفة خاصة بذلك تسمى ب ´´ الهري ´´
وكانت عملية نقل التبن تتم عن طريق كيس كبير مصنوع من الحبال و يسمى ´´الشبكة ´´ فيقوم شخص بالامساك بأحد اطرافها ,وشخص ثاني بالطرف الأخر , وثالث يضع التبن بداخلها, وقد يظطر احدهم للصعود داخل الشبكة راكدا فوق التبن لكي تمتلئ عن أخرها ,ثم تغلق بحبل خاص بذلك وتوضع على ظهر الدابة لتفرغ في ´´الهري ,,,´´ هذا الاخير عندما يقترب من استيعاب طاقته يغلق بابه , مما يضطر معه الفلاح الى استعمال فتحة في السقف لملئ الهري منها فتحمل ´´الشبكة´´ بالأيادي ´, ويصعد بها السلم الخشبي ´´تاسكالا ´´ فتوضع فتحة الشبكة في فتحة سقف الهري ويفرغ التبن مع الدفع حتى يمتلئ الهري عن أخره …
وقد كان أبناء وفتيان القرية يعملون جماعة فيما بينهم في عملية ادخال التبن , والتي كان يساهم فيها حتى الشباب الذين لايملكون لا بيادر ولا تبن ,,, بل فقط للمساعدة وللاستمتاع بالليالي الصيفية القمرية الجميلة التي كانت تمر فيها عملية ادخال التبن
في جو من النشاط والبهجة يقوي بينهم العلاقات وروح العمل الجماعي …
وهكذا ينتهي موسم الحرث والحصاد ببلدة تكاض , وينتهي ولو لحين , كفاح الفلاح المرير مع ارضه لضمان قوت يومه وعيش اهله وبهائمه , ليأخذ له فترة استراحة يستمتع خلالها بقدوم ولقاء الأهل والاحباب ,والاعراس والمناسبات, وأيام موسم سيدي بيبي, والذهاب الى شاطئ سيدي الطوال …
ثم يشمر على ساعديه معدا العدة للموسم الفلاحي المقبل , وكله امل بان يكون احسن من سابقه .
---* 5 *---
* تـــا دريــــا وخزن الحبوب والتبن :
´´ في موسم الدراس تكون النوادر / البيادر تعج بالناس رجالا ونساءا وكل واحد منهم منهمكا في عمله والاطفال اما يساعدون كبارهم اوتراهم يمرحون ويلعبون بنهم وبالعابهم اليدوية التقليدية
تادريا´´ هي عملية فرز الحبوب عن التبن وفصلهما عن بعضهما بواسطة ألة حديدية تسمى ب ´´المدرة´´ ذات حجم صغير وعصى شيئا ما طويلة للامساك بها باليد ورفع المحصول في الهواء ,وتعريضه لريح غربية خفيفة , تدفع بالتبن بعيدا شيئا ما جهة الشرق لخفته , بينما تقع الحبوب تقريبا في مكانها وذلك لثقل وزنها…
عملية تادريا تزاول خاصة بعد الزوال في العشية , وتحتاج لأحوال جوية مناسبة وملائمة , تتميز بهواء معتدل :لا قويا يدفع التبن بعيدا , ولا ضعيفا لا يحرك التبن الخفيف عن الحبوب الثقيلة … واذا كانت عكس تلك الرياح فان عملية تادريا تؤجل الى اليوم الأخر …
و كذلك في هذه العملية ,وكغيرها , كان رجال تكاض يتعاونون فيما بينهم في القيام بها جماعة , وقد كان هناك رجال يتميزون بمهارة وتقنية عالية في عملية تادريا , بحيث يقومون بادخال المدرة في كومة الحب والتبن ورفعهم الىأعلى وذلك بخفة وحركات متوالية ومتتالية سريعة , وهم يتجادبون أطراف الحديث حول امور الحياة أويتبادلون النكت والطرائف وغيرها…
وبما ان التبن كان يقع في الجهة الشرقية ,والحبوب تقريبا في مكانها في الجهة الغربية , كان من الضروري تنظيف الحبوب من الزوائد والشوائب من حجرات صغيرة وبقايا الأعشاب والخنافيس وغيرها, وذلك باستعمال مكنسة قد تكون من نباتات شوكية ´´ زربة , ´´ وتسمى العملية ب ´´ضرب أسمام ´´ والتي كان يقوم بها خاصة الاطفال والشباب الذين لم يتمكنوا بعد من تعلم تادريا …ومن الأقوال المتداولة في تكاض يقال : ´´حط المدرة ويالاه تفطر´´ ... أو ´´وهداك راه غير يـداري ´´ و يقال لمن يكثر الكلام وخاصة اذا كان كاذبا ....
وهكذا د واليك تستمر العملية الى ان نحصل على الحبوب منفصلة عن التبن , فيقوم صاحب المحصول بجمع حبوبه ووضعها في ´´ خناشي القنب ´´ وهي أكياس مخصصة لذلك , بعد ان يقوم بعدها واحدة تلو الاخرى من اجل معرفة الكمية المحصول عليها لاخراج ´´العشور´´ اي الزكاة لاعطائها للفقراء والمساكين من أبناء القرية … بينما كان الأطفال فرادا وجماعات , ينتقلون من بيدر الى أخر للحصول على قدر قليل من الحبوب شعيرا كان أم قمحا , يطلق عليه اسم ´´تيميلوت´´ يضعونها في اكياسهم ,وقليل منهم من كان يذهب بها الى منزله , والغالبية يتجهون بها نحو ´´الحوانت´´ دكاكين القرية لبيعها مقابل بعض السنتيمات يفرحون بها …
تجمع اكياس الخيش المملوئة بالحبوب وتخيط بابرة حديدية تسمى ب´´ المخيط´´ لتحمل على ظهر الدواب من حمير وبغال , لنقلها الى بيت خزنها بالمنزل .
واذا كانت كثيرة فقد يشتري الفلاح مبيدا ضد الحشرات يرش به الحبوب لكي تدوم مدة اطول دون ان تنال منها بعض الحشرات و مثل ´´الكو وز و سفاف دكــيـك ´´
وقد تقوم النساء بغربلة تربة النادر ´´ الـﯖــــاعة ´´ بغربال قد يكون كبيرا او يدويا صغيرا, وذلك لجمع ما قد اختلط مع تربة البيدر وعدم ترك´´ نعمة الله ´´ للضياع….
تجب الاشارة الى ان عمليات الدراس وتادريا وجمع المحصول, قد تدوم اياما او اسابيع ,وقد يكون الفلاح التكاضي مرغما على المبيت بالنادر لحماية غلته, فينام اما في الدرسة أو في كوخ صغير من القصب والاعواد والاعشاب كان يوجد في اغلب البيادر و لبحاير والفدادين , ويسمى ب´´ النوالة´´ ويعد المكان الذي يمكن الجلوس فيه اثناء فترات الاستراحة, وفيه كذلك يحتفض بأواني الشاي والأكل و ﯖـــلة الماء وغرافها المطليان بالقطران …
وبما أن التبن كان يحتفـظ به لمدة طويلة لتأكل منه البهائم , وخاصة في فصل الشتاء , فكان من الواجب نقله الى غرفة خاصة بذلك تسمى ب ´´ الهري ´´
وكانت عملية نقل التبن تتم عن طريق كيس كبير مصنوع من الحبال و يسمى ´´الشبكة ´´ فيقوم شخص بالامساك بأحد اطرافها ,وشخص ثاني بالطرف الأخر , وثالث يضع التبن بداخلها, وقد يظطر احدهم للصعود داخل الشبكة راكدا فوق التبن لكي تمتلئ عن أخرها ,ثم تغلق بحبل خاص بذلك وتوضع على ظهر الدابة لتفرغ في ´´الهري ,,,´´ هذا الاخير عندما يقترب من استيعاب طاقته يغلق بابه , مما يضطر معه الفلاح الى استعمال فتحة في السقف لملئ الهري منها فتحمل ´´الشبكة´´ بالأيادي ´, ويصعد بها السلم الخشبي ´´تاسكالا ´´ فتوضع فتحة الشبكة في فتحة سقف الهري ويفرغ التبن مع الدفع حتى يمتلئ الهري عن أخره …
وقد كان أبناء وفتيان القرية يعملون جماعة فيما بينهم في عملية ادخال التبن , والتي كان يساهم فيها حتى الشباب الذين لايملكون لا بيادر ولا تبن ,,, بل فقط للمساعدة وللاستمتاع بالليالي الصيفية القمرية الجميلة التي كانت تمر فيها عملية ادخال التبن
في جو من النشاط والبهجة يقوي بينهم العلاقات وروح العمل الجماعي …
وهكذا ينتهي موسم الحرث والحصاد ببلدة تكاض , وينتهي ولو لحين , كفاح الفلاح المرير مع ارضه لضمان قوت يومه وعيش اهله وبهائمه , ليأخذ له فترة استراحة يستمتع خلالها بقدوم ولقاء الأهل والاحباب ,والاعراس والمناسبات, وأيام موسم سيدي بيبي, والذهاب الى شاطئ سيدي الطوال …
ثم يشمر على ساعديه معدا العدة للموسم الفلاحي المقبل , وكله امل بان يكون احسن من سابقه .
No hay comentarios:
Publicar un comentario