martes, 5 de febrero de 2008

المراحل الدراسية للتلميذ والتلميذة التكاضية



http://takad.forumactif.biz/


وكانت تلك هي البداية الدراسية للطفل وبداية احتكاكه ب "اللوحة"اي  اللوح الخشبي و" السمخ" اي  الصمغ  كحبر للكتابة بقلم مصنوع من القصب بالاضافة الى مادة "الصنصار" المستعمل لمحو ما كتب باللوح بعد حفظه عن ظهر قلب وهو جالس على حصير  مثله مثل الامام مع فرق بسيط وهو ان الامام كان يجلس على "هيضورة"اي جلد  خروف  وربما قد يكون في    مكان  مرتفع عن مجلس التلاميذ" المحاضرية"  وبيده قطيب أو عصى طويلة  تقرب و تقترب من البعيد وتوبخ  النائم والبليد  
،،،
 الدروج"  باللهجة المحلية"
وعندما ينجح التلميذ في هذه  المستويات فانه لايجد أقساما لمتابعة دراسته بالمستوى الرابع والخامس ابتدائي  لانه في  تلك الحقبة الزمنية لم تكن هناك مدرسة بدوار قبلة والمدرسة الوحيدة في تكاض هي مدرسة ساحل وهنا نطرح معلومة قد يجهلها الكثير منا ألا وهي  انه كانت  هناك في وقت ما مدرسة في دوار الــــكـــا طع ايت عبد الله  وكان بابها مقابلا لمنزلنا، وهي اليوم عبارة  عن منزل سكني في ملكية  أسرة صديقنا راجيح ،، ،هذه المدرسة التي درس بها بعض التكاضيين منهم من هو حي يرزق   ومنهم من وافته المنية ،،، كما كانت تتابع الدراسة باحد المنازل بدوار ايت الحاج بالـگاطع أيضا  ،،،  ---و

وكما سبق القول ,


فان التلميذ التكاضي عندما يصل الى المستوى الرابع ابتدائي   من الواجب عليه متابعة دراسته اما في سيدي بيبي او في مدرسة ابن حزم ب  درايد , لكون تكاض لا توجد بها اقسام المستوى الرابع او ما يطلق عليه في زمن ما  ´´المتوسط الاول ´´ وكذلك  المستوى الخامس ´´المتوسط الثاني ´´ والتي كانت تعرف كذلك بقسم ´´الشهادة … ´

وعليه , فان التلميذ  - ورغم صغر سنه (من 10سنوات الى 12 سنة ) -  فانه يستيقظ باكرا  لتناول ما  قد أعدته له أمه  من فطور, ثم يتأبط    محفظته, و التي قد يرثها من أخيه الأكبر ,  او  كيسا بلاستيكيا  يجمع داخله تلاوة  ´´اقرأ لاحمد بوكماخ´´  و كتاب الفرنسية   بيان ليير اكومبروندر´´   ´´ bien lire et  comprendre  ,وبعض الدفاتر من فئة 24 ورقة و ´´الريشة´´ للكتابة بالحبر ´´ المداد´´  وقلم الرصاص و ´´المنشفة ´´ والطباشير   ثم يخرج مسرعا الى ازقة البلدة حيث يجد اصدقاءه ورفاق  دراسته  في الانتظار   تحت اشجار الكاليبتوس الكبيرة والصخمة الموجودة اما م باب  مقبرة سيدي بيبي  في مدخل دوار الــكــاطع  أيت عبد الله ....

ونظرا لعدم توفر  وسائل النقل, بل انعدامها , فان التلاميذ   يقطعون المسافة الرابطة بين  تكاض وكل من مدرسة سيدي بيبي أومدرسة ابن حزم ب دوار درايد مشيا على الارجل  ,   فيطلقون العنان لمخيلتهم  الصغيرة لخلق العاب يتسلون بها اثناء رحلتهم الماراطونية في اتجاه المدرسة  , فيصنعون مثلا  حافلتهم بايديهم وذلك  بربط  ´´خيوط  قالب السكر  ´´ او  الياف من الثوب )الشراوط (  ببعضها   ,  ثم يدخلون وسطها واحدا وراء الاخر ,  فيكون السائق في اول الصف -  وغالبا ما يكون كبيرهم سنا  أو جسما  -  وفي المقابل فان  محرك الحافلة هو التلميذ الموجود في اخر الصف و الذي من الواجب عليه احداث اصوات تشبه صوت المحرك ....

 وهكذا  تنطلق الحافلة  -  الخيالية - في اتجاه سيدي بيبي مرورا بمحطات  ´´شاريج العوينة´´ و´´الماكينة المخلية ´´ لتغيب عن الانظار في غابة اشجار الكاليبتوس  قبل الوصول الي اخر محطة  , وهي )السقاية ( ساقية الماء) الدولاب الهوائي(  حيث يروي التلميذ عطشه    مرتشفا بيده  ماء باردا عذبا  من  أنابيب السقاية قبل الولوج الى  قاعات الدراسة

 هذا بالنسبة للدراسة بسيدي بيبي , اما بالنسبة للدراسة في  مدرسة درايد   ,فانه    يتكرر نفس السيناريو,   فقط يقع  تغيير في الطريق بحيث يلتقي التلاميذ في الصباح  فيسيرون مشيا على الاقدام  اما هرولة او جريا اويمتطون حافلتهم الافتراضية  عابرين دوار ايت الحاج بالكاطع ايت عبد الله اوفي اتجاه شاريج العوينة  وكل هذه الطرق تؤدي في  الاخير الى شرق  دوار البرج ) برج حمدان(   المنطقة التي يسميها  اولائك  التلاميذ التكضيون باسم مدينة البروا ﯕـ وذلك لكثرة تلك النبتة بتلك المنطقة    



 وسواء في سيدي بيبي أو في درايد  -و مباشرة بعد تحية العلم  والنشيد الوطني -  تبدأ   الدراسة من الساعة الثامنة صباحا الى الساعة منتصف النهار  )الثانية عشرة  زوالا(  لكي يتحرر التلاميذ لتناول وجبة الغداء  قبل العودة الى اقسامهم لحصة الدراسية الزوالية,  من الساعة الثانية بعد الزوال حتى الساعة الخامسة

 وبما ان فترة تناول الغداء تدوم  فقط لمدة ساعتين , فانه من المستحيل الأكل بالمنزل والعودة  ثانية  الى الدراسة  , لذلك فان التلميذ يرجع الى محفظته العجيبة  ليخرج منها وجبة غذاءه , والمتكون في غالب الاحيان  من خبز قد يكون حافيا او مدهونا بالزيت او الزبدة او السمن او  مربى المشمش )كوفيتير عايشة (او بيضة مسلوقة  ,والى جانب هذه الاكلة الباردة   هناك مشروبا  باردا هو الاخر , الا وهو الشاي بالنعناع أو بالشيبة   في قنينة زجاجية  قد تكون مسدودة ومغلقة  باي شيئ  ممكن  وب كيفية تقليدية يدوية  مثل القلب  الذي يحمل حبوب الذرة (  زغبورة  باللهجة المحلية  )  او بجزء من   جزرة  (خزووة  أو أشياء اخرى      وقد تشاء الاقدار ان تفقد الزجاجة سدادها او تنكسر داخل المحفظة , فترتشف  التلاوة   والدفاتر ما تسنى لها من الشاي ويبقى التلميذ بدون غذاء الا ما  قد يجود به  بعض الاصدقاء , وهم جالسين تحت ظلال أشجار كاليبتوس لتناول غذائهم  وفي بعض  الاحيان  يقومون بطهي الطماطم والبصل  في  اناء طبسيل بعد ايقاد  النارفي الحطب الذي يجمعونه في عين المكان مع امكانية اضافة طير من الطيور المصطادة بألة القنص المعروفة ب جباد وعند الانتهاء من الاكل عادة ما تخبئ الاواني  في كيس من البلستيك  وتوضع في حفرة وتغطى بالتراب وتبقى هناك الى اليوم الموالي ....




وبعد ذلك يشرع التلاميذ في     مزاولة العابهم الطفولية  المختلفة ,   او يجلسون بمحاذاة الطريق الرئيسية الرابطة بين أيت ملول وتزنيت لعد السيارات والشاحنات التي كانت تمر من الطريق وكل تلميذ يختار اتجاها واحدا   ويعد السيارات القادمة منه ويعتبرها    سيارته  ويتباهى بها على صديقه الذي اختار الاتجاه المعاكس وهكذا يعللون النفس بالآمال , فما أضيق العيش لولا فسحة الأمل







 بعد ذلك تتابع  حصة الدراسة  الزوالية من الثانية حتى الخامسة , فيطلق الحارس صفارته معلننا انتهاء  الدراسة  , ليخرج التلاميذ متجهين نحو تكاض متسابقين فيما بينهم  هرولة تارة  وجريا تارة اخرى ,  وكلهم امل في ان يساعفهم الحظ ويمر في طريقهم احد الفلاحة التكاضيين ليوصلهم بسيارته الفلاحية الى البلدة  ,مع العلم بان اغلب فلاحي تكاض  لا يستعملون طريق سيدي بيبي بل طريق  احشاش تكاض







 يجب القول بأنه كانت تعطى في بعض الأحيان  وجبة غذاء للتلاميذ بالمطعم المدرسي عبارة عن  الشعيرية  اوحبات معدودات من حمص  أو عدس تسبح في الماء  (بجانب  حشرة الكوز)    قد تعين التلميذ على سد رمقه  بالاضافة الى ما خزنه في محفظته  من خبز وشاي لأن ذلك هو كل ما يملك من أكل  , وحتى وان توفرت لديه امكانيات مادية  -  وهذا نادر جدا -  فلا وجود لأي محل قريب لشراء الأكل فلا    متاجر ولا مقاهي سواء في  درايد  أو في سيدي بيبي ,   فقط  هناك دكان  ´´حانوت سليمان  ´´محاديا  للطريق الرئسية العابرة لسيدي بيبي على الجهة الغربية وهو البناية الوحيد ة هناك وبعيدا منه  منزل غير   مسكون معروف ب ´´دار التكاضي´´     مقابلا تقريبا  لمحطة الوقود – طوطال -   الموجودة على الجهة الشرقية للطريق الرئيسية  , بالاضافة الى كل من مدرسة سيدي بيبي و المسجد والضريح كبنايات لا اقل ولا أكثر   محاطة باراضي زراعية أو  فلاحية بورية  وغابات من أشجار الكاليبتوس والأركـان والتي هي اليوم قد قتلها الاسمنت ويد الانسان

وبما ان وسائل النقل و المواصلات منعدمة,  كما سبق القول , كانت هناك مبادرات لنقل التلاميذ بسيارة ´´ أنزباك ´´بمقابل مالي شهري من طرف بعض التكاضيين  لا داعي لذكر اسمهم هنا ….
.......4......
  وبعد اتمام الدراسة الابتدائية  ,والحصول على الشهادة , ينتقل التلميذ التكاضي الى مرحلة التعليم الاعدادي و الثانوي  , وهذه المرحلة  هي الأخرى لا تتقل تعبا ومشقة من سابقتها   ,ولا تختلف عنها  لكون الاعداديات و الثانويات بعيدة جدا عن تكاض    مما يفرض على الطالب التكاضي  الانتقال  الى  مؤسسات مثل اعدادية كل من يوسف بن تاشفين , ولالة مريم بمدينة اكادير  ,أو عبد الله بن ياسين واحمد المنصور بانزكان ,  وسيدي الحاج الحبيب والجولان ب بيوكرى  … واغلب هذه المؤسسات  كانت في وقت ما  بعيدة عن البنايات السكنية   عكس ما هي عليه اليوم حيث اصبحت محاطة بالبنايات  والعمران من كل جانب
ومن الطلبة من  يتوفر على منحة  تخول له الاكل والمبيت بنفس المؤسسة ,  ومنهم من ينزل بدار الخيرية , ومنهم من يستظيفه  أحد اقاربه او عائلته ,  و في كل الحالات  فان الطالب لا يزور عائلته  وبلدته الا بعد مدة   شهر او شهرين متتابعين ,  و من لم تتوفر لديه هذه الحلول والامكانيات , فانه يجد نفسه منقطعا عن الدراسة
حاله حال أغلبية بنات تكاض اللائي  لم يتمكن من متابعة دراستهن الاعدادية و الثانوية
  هذا هو حال التلميذ التكاضي )  (وغيره من دواوير المنطقة)(   وظروف دراسته    الشاقة والشيقة  ,قبل و الى  غاية  حوالي منتصف الثمانينيات ,   والتي لا مجال لمقارنتها مع ظروف الدراسة في يومنا هذا حيث المؤسسات التعليمية الابتدائية والثانوية موجودة بالقريبة ,   أو قريبة منها  , مع توفر وسائل النقل وأماكن الراحة والأكل .
》محمد الراجي 《
 ---   �" �?� � �  

No hay comentarios: